من خلال تواصلي مع الأهل والأصدقاء، راسلني أحد الإخوة بمنتج يباع في الكويت على أنه منتج الحبوب الجذعية، واستغربت من كمية الادعاءات المذكورة في ذلك المنتج، تلك الادعاءات التي كانت كالتالي:
«هل تبحث عن النشاط والحيوية؟ هل تعاني من مشكلات صحية وآلام مزمنة؟ هل تعاني من ارتفاع الضغط والكوليسترول؟ هل تعاني من آلام الظهر وخشونة الركبة؟ هل تعاني من مرض السكر؟ هل تعاني من مرض عصبي مثل التصلب اللويحي والزهايمر والباركنسون (الرعاش)؟ الآن يمكنك التغلب على هذه المشاكل الصحية بواسطة هذا المنتج»!
هذه الخزعبلات المذكورة كانت أكثر انتشارا مع إعلان قامت به إحدى الفاشينستات والتي اتضح لاحقا أنها طبيبة تعمل في وزارة الصحة، ادعت فيه أن هذا المنتج واسمته «علاج» يقوم بتجديد خلايا الجسد بشكل صحي!
مما لا شك فيه نصحت الشخص الذي استشارني بالحذر من الانجراف خلف هذه الإعلانات، وقمت بالدخول على موقع الشركة المصنعة لهذا المنتج، وفوجئت بأن المنتج هو خليط من الأعشاب، وأن الشركة المصنعة كتبت في الموقع الرسمي أن «هذا المنتج لا يستخدم لأغراض تشخيصية، ولا علاجية ولا شفائية ولا للوقاية من أي مرض»، الغريب في الموضوع أنني عندما بحثت في ترخيص هذا المنتج في الكويت وجدته مرخصا على أنه منتج غير مصنف Unclassified product بترخيص صادر من إدارة تسجيل ومراقبة الأدوية الطبية والنباتية في تاريخ 3 ديسمبر من العام 2017، والأغرب من ذلك أن الترخيص مذكور فيه أن مكان بيع هذا المنتج غير المصنف هو الصيدليات!
هناك عدة أسئلة أود أن أطرحها على وزارة الصحة ممثلة بالرقابة الدوائية والغذائية:
٭ ماذا يعني «منتج غير مصنف»: فهو ليس مصنفا على أنه دواء، ولا مكمل غذائي، ولا جهاز طبي، ولا مستلزمات طبية…؟ وكيف قررت الإدارة أن يكون «منتج غير مصنف» يباع في الصيدليات؟
٭ ألم تلاحظ إدارة الرقابة كمية الإعلانات المضللة التي تروج بأن هذا المنتج غير المصنف يعالج ويداوي كمية الأمراض التي لا يعالجها إلا إكسير الحياة؟!
٭ هل تسلمت الإدارة الشكوى التي قدمتها شخصيا بتاريخ 14 مايو في هذا الشأن عبر موقعهم الذي قاموا بإدراجه حديثا لهذا الشأن (على الرغم من أن الموقع لا يعطي رقم شكوى ليتسنى لصاحب الشكوى أن يتابع شكواه)؟
منذ أسبوعين صدمنا بسحب دواء ميتافاج 500 بتوصيات من اللجنة الخليجية المركزية للتسجيل الدوائي، والتصريحات المتناقضة من وزارة الصحة حول هذا الدواء (ميتافاج 500) جعلت الكثيرين يضعون علامات استفهام حول الرقابة الدوائية، واليوم نعود من جديد مع منتج غير مصنف مصرح له بأن يباع في الصيدليات، ويروج في العلن أنه يعالج ويداوي ويساعد في التخلص من مشاكل صحية، دون أن تتخذ الوزارة أدنى تحرك لحماية المستهلكين من الوهم الإعلاني! ولا ندري بماذا ستأتي الأيام القادمة بالجديد في شأن الرقابة الدوائية؟!
بارك الله لكم ولنا بالشهر الفضيل وأعاننا الله على صيامه وقيامه بما يحبه ويرضاه.