السكري هو مرض مركب الأسباب (نمط حياتي ـ جيني) وهو المسؤول عن حالة وفاة لكل ست ثوان في العالم، حسب احصائية الاتحاد العالمي للسكري للعام الحالي فإن نسبة المصابين بالسكري في الكويت بلغت 14% ومن المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة في العام 2025 في حالة عدم وجود حلول لتفاقم تلك المشكلة.
تصاحب السكري أعراض متعددة، من أهمها الصعوبة في تنظيم الحرارة في الجسم، ينتج ذلك بسبب اضطرابات عصبية دورية ينتج عنها فقدان في حرارة الجسد، هذا تم الاستدلال عليه من دراسة في سالفورد وجدت أن مرضى السكري يعانون من اضطراب في تدفق الدم في الأطراف خصوصا في مرضى السكري من النوع الأول، بالإضافة لقدرة الجو البارد على تقليص تدفق الدم في الأوعية الدموية، هذا تنتج عنه برودة شديدة في الأطراف، والذي بدوره قد تصاحبه آلام عصبية طرفية شديدة حسب دراسة مخبرية من الهند أجريت في العام 2007.
إضافة إلى ذلك، فإن أثناء التعرض للبرد، يقوم الجسم من خلال الجلد والخلايا الدهنية باستشعار البرودة، وعلى إثر ذلك يقوم ببداية عمليات أيضية حيوية لتدفئة الجسم، تلك العمليات الحيوية تستهلك موارد الطاقة في الجسم من سكريات ودهون، يصحب ذلك انخفاض للسكر وعليه قد يترتب على ذلك هبوط للسكر في الجسم.
كذلك، أثناء التعرض للبرد وشعور الجسم بالقشعريرة ينتج عن ذلك ارتجاف في الجسم وحركة العضلات بشكل غير تلقائي، تلك الحركة العضلية التلقائية تستمر باستمرار البرد، وبذلك الاستمرار تستهلك مصادر الطاقة لتحفيز حركة العضلة، ويعتبر السكر أول مصادر الطاقة المتواجدة، هذا بدوره يستهلك السكر بشكل غير محسوب ويترتب عليه انخفاض في السكر.
حسب الدراسات الفيزيائية الحيوية، فإنه في حالة الجو البارد، فإن الحرارة تنتقل من الجسم (الذي ينتج الحرارة لتدفئة نفسه ويعتبر الأكثر حرارة) إلى البيئة المحيطة (الهواء البارد) عبر ما يسمى بظاهرة التوصيل والحمل، يزيد ذلك الانتقال الحراري بوجود الرياح، لذلك ففي حالة الجو البارد والرياح النشطة (كما هو الحال في مخيمات البر)، يقوم الجسم بعمليات أيضية حيوية متواصلة لتدفئة نفسه وتعويض خسارة الحرارة من الجسم إلى الهواء المحيط، والذي بدوره قد ينتج عنه انخفاض حاد في السكر.
إضافة إلى ذلك، فإن انخفاض درجة الحرارة يصاحبه انخفاض في رطوبة الجو، هذا بدوره يزيد من فقدان الجسم للسوائل عن طريق التنفس والتبخر (نلاحظه أحيانا بوجود أبخره تخرج من رأس الأشخاص)، كل ذلك يؤدي إلى نشفان الجسم وفقدان السوائل غير المحسوس والذي بدوره يزيد من ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مضاعفة أعراض السكر مثل نشفان الجلد، تقرحات الجلد لاسيما في الأطراف، ذلك قد يصل كذلك لقصور في الشبكية حسب دراسة نشرت عام 1998.
لذلك فإن أول الحلول الموضوعة لتجنب انخفاض السكر المصاحب لبرودة الطقس هو تدفئة الجسم بالملابس الدافئة العازلة، هذا بدوره يخلق بيئة دافئة محيطة بشكل مباشر مع الجسم، تجعل انتقال الحرارة الفيزيائي قليلا جدا. إضافة إلى ذلك يعتبر ترطيب الجسم عن طريق تناول السوائل أحد الحلول المتوافرة والتي تعوض فقدان السوائل المصاحب للبرودة وعليه تقلل من احتمالية زيادة أعراض السكري المرضية.
كذلك، يجب تناول السكريات المعقدة، كتلك المتواجدة في الفواكه والتي تعتبر أحد مصادر السكر طويلة الأمد، هذا عوضا عن استخدام بعض السكريات او المشروبات السكرية لمعالجة الحالات الطارئة لانخفاض السكر.
يعتبر قياس السكر المنتظم من أولى الخطوات اللازمة لتجنب انخفاض السكر، لذلك إن كنت ممن يريد الذهاب للمخيم أو الخروج للمشي أو لفترة طويلة خارج المنزل، فلا تنس أن يكون معك جهاز فحص السكر في الدم، وبلا شك الاستمرار في تناول الأدوية اللازمة بانتظام.
نتمنى لكم ولأقاربكم شتاء صحيا خاليا من المشاكل الصحية.