م يكن يوما كباقي أيامنا، كل شخص في الكويت، الخليج وحتى الوطن العربي افتقد جزءا من حياته فور اعلان خبر وفاة الأستاذ عبدالحسين عبدالرضا، كيف لا؟! ولنا ولآبائنا وأجدادنا معك ذكريات، فقد مضى ذكرك في بيوتنا كجريان الدم عبر الأجيال.
لا يوجد شخص في الكويت أو الوطن العربي إلا وقد تعلم منك يا استاذي شيئا من قيم الحياة، ولا يزال الناس يذكرونك إلى آخر الدهر، فهنيئا لك بهذه الصدقة الجارية بإدخالك السرور لكل شخص عرفك أو شاهدك أو استمع لإلقائك، فقد قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا..».
تعلمنا الكثير منك استاذي، فكنت خير مثال للمحب لعمله، والمخلص الدؤوب، لم يتوقف كل هذا العطاء في مسيرتك التي لا تقل عن نصف قرن، لم يمنعك مرض ولا كبر سن ولا كثرة المعجبين أو حسن الإطراء، لم يكن هذا إلا مثالا وقدوة لكل من أحبك في أن الحياة عمل، وأن الحياة تعطي من يبذل فيها قصارى جهده وإخلاصه في عمله بحسن نواياه.
تعلمت الكثير منك فتواضعك عندما قابلتك لمرتين، كانت الأولى في العام 2005 أثناء حفل تكريم متفوقي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والأخرى في مطار الكويت في العام 2013، وحسن محياك لم يكن إلا درسا سيبقى مستمرا لكل من حظي بلقائك – وأنا أولهم – بأن التواضع سمة العظماء والناجحين.
رحمك الله يا استاذي أو كما ناديتك بـ «عمي» وجعل مثواك الجنة، رحل الجسد لخير جوار، وبقي لنا خير الذكر وحسن إطرائك في كل حوار.