في غضون بضعة أسابيع سيهلّ علينا شهر رمضان الفضيل، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات، نحن في الكـويت لدينا نسبة ليست بالقليلة ممن يعانون من مرض السكري، وهي وفق ما ذكرت منظمة السكري العالمية تقارب الـ23 بالمئة، لذلك يتعايش الكثير منّا مع من تم تشخيصهم بـالسكري. والكثير منّا يعاني في اقناع أحبائنا بعدم الصيام في رمضان لما قد يترتب عليه من مشاكل تتعلق بهبوط السكر. لذلك في مقالنا هذا سوف نتناول بعض النصائح التي قد تكون ذات أهمية لمن يريد صيام الشهر الفضيل، وهو من ضمن الأشخاص المصابين بالسكري، ولاسيما النوع الثاني قبل الشروع بالصيام، يفضّل الاتفاق مع طبيبك المختص الذي يفاضل احتمالية حدوث المخاطر من عدمها، ولكن مع الأسف الكثير ممن حولنا لا يهتمّون بنصائح الطبيب بعدم الصيام، وذلك لإحساسهم أنهم قادرون على اتمام الصيام، لذلك إذا نويت صيام الشهر الفضيل أود أن أقدم لك النصائح التالية
- العودة للطبيب او الصيدلاني (المختص) حتى تتم إعادة ضبط جرعة الانسولين (إن كنت ممن يستخدمون الحقن)، وذلك لتقليل جرعة السحور
- إن كنت ممن يستخدمون حقن الأنسولين، يفضل كذلك مراجعة المختص لأنه قد تكون هناك الحاجة لتغيير نوع الانسولين من سريع المفعول (نوفولوج على سبيل المثال) إلى الأنسولين طويل الأمد (لانتوس على سبيل المثال)، حيث إن الانسولين سريع المفعول يعمل على خفض السكر بشكل سريع، ما قد يترتب عليه هبوط حاد في السكري، بينما الأنسولين ممتد المفعول لا يسبب نوبات انخفاض السكر، وهو يكون بمستوى ثابت لفترة الصيام (تمتد لفترة 24 ساعة)، ما ينظم مستوى السكّر من دون مخاطر الهبوط
- إن كنت ممن يستخدم الانسولين المخلوط (هيومولين على سبيل المثال)، فهذا النوع غير محبّذ لما يحمله من مخاطر للهبوط أثناء الصيام، لذلك يفضل العودة للمختص ومناقشة تغيير نوع الأنسولين لتجنب ذلك الخطر
- يفضل تأخير السحور قدر المستطاع، ويفضل أن يحتوي السحور على السكريات المعقدة ذات الامتصاص على المدى الطويل، مثل الباستا، الرز، العدس، الخضراوات والفواكه
- يجب عليك عزيزي الصائم سواء كنت تعاني من السكري أو شخص سليم من السكري، يفضل أن تقوم برصد السكر في الدم، ولاسيما أن ذلك الفحص السريع لا يبطل الصيام إن شاء الله
- الإفطار يفضل أن يحتوي على كمية معقولة وقليلة من الطعام حتى يتسنى للجسم الاستفادة بشكل افضل من محتويات الطعام، ولتجنّب الارتفاع الحاد في السكر، وكذلك ليتسنّى لك أن تتناول الطعام بأوقات متفرقة أثناء فترة الإفطار، ما يجعلك تستفيد بشكل أكبر من الغذاء، ويقلل مخاطر ارتفاع حاد في السكر
- يفضل كذلك عند الإفطار عدم شرب محتويات الكافيين من شاي وقهوة وشوكولاتة لما لتلك المشروبات من مفعول يحفز على فقدان السوائل عن طريق مادة كيميائية تسمى (ثيوبرومين)، وكذلك يفضل تجنب المشروبات المحلّاة لما يترتب على تلك المشروبات من تركيز السكريات في الأنسجة من بينها الشبكية والكلى، ما يترتب عليه مضاعفات في العين، وكذلك فقدان السوائل عن طريق الكلى
- الكثير منا يلاحظ أننا نعاني من الجوع والعطش بشدّة في بدايات الصيام، ولكن عندما نتجاوز الأسبوع الأول من رمضان، لا نشعر بأي من تلك الأعراض، وكأننا اعتدنا الأجواء، في الواقع عندما يكون الجسم في حالة قلة الأكل والشرب، تقوم خلايا الجسم بإنتاج انزيمات ومصنّعات داخل الجسم للتكيّف على قلة الأكل والشرب، تلك الانزيمات تقوم بتعويض ذلك النقص، فمثلا يقوم الجسم بالاعتماد على الدهون المتركزّة في الأحشاء كمصدر بديل للطاقة، بدلا من السكّر عن طريق صنع انزيمات هضم تلك الدهون، تستغرق تلك العمليات التصنيعية ما لا يقل عن 3 أيام لإنتاج تلك الانزيمات والمصانع الأيضية الاحتياطية. لذلك فتهيئة الجسم من خلال الصيام التدريجي في شعبان تجعل أجسامنا مستعدة لقلّة الأكل في رمضان، ما يجعل الصيام أقل خطورة، وخصوصا على من تم السماح لهم بالصيام ممن يعانون من السكر
في نهاية مقالي هذا، نسأل المولى العلي القدير أن يبلّغنا شهر رمضان بالخير والبركة ويتقبّل صيامنا وقيامنا، وكل عام وأنتم بخير