ضمور الشبكية العمري هو مرض يصيب شبكية العين بشكل متدرج حتى تبدو أعراضه في الظهور، وقد يتسبب في فقدان البصر إن ترك دون عناية، هذا المرض والذي يعاني منه ما يقارب نصف مليون شخص في بريطانيا وأكثر من 9 ملايين أميركي من المتوقع أنه يصيب ما لا يقل عن 8% ممن هم بين الـ 30 و97 عاما حسب دراسة حديثة، والكثير من المصابين يهملون الأعراض الأولية دون علمهم بخطورة هذا المرض.
يعتبر قصور الشبكية العمري من الأمراض المركبة وذلك يعني أن هناك أكثر من عامل واحد يساهم في ظهوره والتي منها تقدم العمر (أكثر من 50 عاما)، ولكن هناك بعض العوامل يمكن السيطرة عليها، والتي أبرزها وفق الدراسات العالمية:
٭ التدخين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر: حيث وجدت الدراسات أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بضمور الشبكية العمري بما يقارب 7 أضعاف، وتستمر هذه النسبة في ارتفاع احتمالية الإصابة إلى فترة تصل إلى 20 سنة بعد الانقطاع عن التدخين، لذلك يعتبر وقف التدخين هو أفضل الحلول لتجاوز هذا النوع من المخاطر ولحماية أفراد عائلتك.
٭ أشعة الشمس: فحسب دراسة نشرت في العام 2005، فإن التعرض لأشعة الشمس (لاسيما الصيفية الشديدة) لمدة 5 ساعات يوميا في فترة الشباب يجعل الأشخاص معرضين للإصابة بضمور الشبكية العمري بنسبة تقارب 3 أضعاف في لاحق العمر، وبينت الدراسة أن استخدام النظارات الشمسية، لبس القبعات يقلل مخاطر الإصابة بضمور الشبكية العمري.
٭ السكري يزيد من احتمالية الاصابة بقصور الشبكية العمري: تلك الاحتمالية تزداد في السكري النوع الثاني (الذي يشكل قرابة 90% من مرضى السكري) أكثر من النوع الأول، لذلك فالوقاية من السكري هي أبرز الحلول، ولعل انتظام السكر هو أحد أهم الطرق للوقاية من ضمور الشبكية العمري.
٭ السمنة حيث إن السمنة تزيد (بنسبة 3 أضعاف) من احتمالية الاصابة بقصور الشبكية العمري، تلك الدراسة (من هارفرد) بينت أن النشاط الفيزيائي وممارسة الرياضة تقلل من مخاطر الاصابة بضمور الشبكية العمري.
٭ الجينات: التي تلعب ما لا يقل عن 70% في ظهور حالات قصور الشبكية العمري، ولعل أغلب العوامل السابق ذكرها تؤثر في الطفرات الجينية التي قد تزيد من احتمالية الاصابة بضمور الشبكية العمري، بل وحتى نقل هذه الجينات لتزيد من مخاطر نقل المرض للأجيال القادمة.
لذلك، لو عدنا للعوامل المذكورة، نجد أننا هنا في الكويت قد نكون في دائرة الخطر تلك لاسيما مع ارتفاع نسبة السمنة، الإصابة بالسكري، والتعرض لأشعة الشمس الشديدة، ذلك يحتم عليك عزيزي القارئ ألا تترد في فحص النظر بشكل دوري (كل سنة ـ سنتين)، وألا تهمل أي أعراض بصرية تلاحظها والتي من أبرزها مشاهدتك للخطوط المستقيمة (كإطار صورة) أنها خطوط مموجة، أو ظهور نقطة عمياء في الرؤية (قد يتجنبها بعض الاشخاص بميلان الرأس)، حيث يعتبر الفحص المبكر أولى الخطوات لتدارك هذه المشكلة البصرية من خلال تناول بعض المكملات الغذائية مثل: فيتامين سي ـ إي ـ وفيتامين أ، بالإضافة إلى اتباع سبل الوقاية المذكورة أعلاه، ولعل تقدم بعض الحالات المرضية تستدعي الحاجة لحقنة في العين لعلاج المشكلة ولتفادي فقدان البصر.
نسأل الله لكم ولنا سلامة البصر والبصيرة، ودوام الصحة والعافية.