تعتبر الصيدلية المنزلية من أول خطوط العلاج، وهي تعتبر كذلك وسيلة لتقليل الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية، وهذا بدوره يجعل تلك المراكز توفر الخدمات الصحية بشكل افضل نتيجة لتقليل ضغط المراجعات، وتوفر على المريض عناء زيارته للمركز الصحي في حالات سهلة العلاج بالأدوية المنزلية، وعلى النحو الآخر يعتبر العلاج المنزلي مصدرا للمشاكل الصحية وللضغط على المراكز الصحية في حالة استخدام الأدوية بالشكل الخاطئ الذي ينتج عنه مضاعفات خطيرة تحتاج التدخل الطبي.
هذا بدوره يجعل الاهتمام بالصيدلية المنزلية ومحتوياتها أمرا مهما لكل منزل، وتنصح دراسة صيدلانية نشرت في العام 2012 من صربيا بأن يكون هناك مكان واحد للأدوية بحيث يعرف الأشخاص ما لديهم من أدوية وجردها بسهولة.
أود ان أسرد لكم أهم الأدوية الموصى بتواجدها في كل صيدلية منزلية:
1 ـ باراسيتامول (اسيتامينوفين): وهو المتعارف عليه بين العامة بمسمى البانادول، هذا الدواء يستخدم لتخفيض الحرارة، وتسكين الآلام وهو متوافر على شكل حبوب أو شراب للبالغين والكبار.
2 ـ مضادات الالتهابات المسكنة: مثل البروفين والفولتارين وهي تستخدم كذلك لتخفيض الحرارة، تسكين الآلام وتقليل الالتهابات، يوصى بأخذها مع/بعد الطعام، وينصح بتجنبها في حالات الربو وقرحة المعدة.
3 ـ مضادات الهيستامين: ويعتبر زيرتك أشهر مثال لها، وهي تستخدم في حالات الحساسية والرشح، ولكن يجب التوضيح أن منها ما يسبب النعاس لذلك ينصح بتناولها مساء أو عدم قيادة السيارة بعد تناولها، إن كنت تعاني من حساسية او رشح يتعارض مع حياتك اليومية الصباحية، فبإمكانك طلب مضادات الحساسية غير المسببة للنعاس.
4 ـ مضادات الحموضة: وهي تستخدم لعلاج ارتجاع الحمض في المريء أو ما يسمى بـ «الحارج» في الكويت.
5 ـ أدوية الإمساك والإسهال بالإضافة إلى الأملاح التعويضية التي تستخدم لتعويض فقدان السوائل جراء الإسهال/القيء.
6 ـ كريمات الكورتيزون أو مشتقاته: وهي تستخدم لعلاج بعض الالتهابات الجلدية الموضعية، قرصات الحشرات، وتستخدم لحالات الحبوب التي تظهر لاسيما قبل ظهورها (أثناء بروزها تحت الجلد) لتفادي ظهورها أو الحكة المصاحبة لها.
7 ـ الكريمات والبخاخات المعقمة: وهنا نتكلم عن الكريمات المعقمة وليست التي تحتوي على مضادات حيوية، وهي تستخدم لتغطية بعض الجروح أو الشقوق البسيطة لتفادي ظهور أي التهابات بكتيرية.
بالإضافة إلى هذه الأدوية المنزلية، هناك بعض الأدوات الموصى باستخدامها مثل علبة التخزين متعددة الأيام وهي تستخدم للأشخاص الذين يستخدمون الأدوية بشكل يومي كمرضى الضغط أو السكري أو الأمراض المزمنة الأخرى، نسأل الله لهم ولجميع المرضى الشفاء التام، كذلك تحتاج المقص الدوائي وهو الذي يستخدم لقص الحبوب التي تجد عليها خط في المنتصف.
أود ان أوصيك بأهمية تخزين الأدوية، فأغلب الأدوية المذكورة أعلاه يوصى بتخزينها ضمن درجة حرارة المنزل العادية، بينما هناك أدوية أخرى يجب تخزينها في الثلاجة، لذلك فان التأكد من حالة التخزين يعتبر خطوة مهمة لتحقيق الفائدة القصوى من الدواء.
التأكد من تاريخ انتهاء الأدوية يعتبر خطوة أخرى لتحقيق الفائدة المطلوبة من أي دواء، هذا تجدونه على العلبة الخارجية، أو في أسفل الشريط المعدني، أو في الطرف السفلي لبعض الكريمات، أو تجدونه كذلك خلف الكريمات أو بعض المشروبات بإشارة علبة مفتوحة ورقم يوضح صلاحية ذلك المنتج بعد فتح العلبة.
ماذا لو انتهت صلاحية الدواء؟
يعتبر تناول الأدوية المنتهية الصلاحية – والذي بلغ نسبة 35% حسب الدراسات الصيدلانية – أحد أبرز أسباب المشاكل المصاحبة للأدوية نتيجة تضاعف الجرعات، توصي هيئة الغذاء والدواء بـ 3 طرق لاتلاف الأدوية:
1 ـ إعادة الأدوية المنتهية أو غير المستخدمة للمراكز الصحية، والتي تقوم بدورها باتلاف الأدوية عن طريق الأفران وفق برنامج حكومي منظم، وكوننا في الكويت لا نملك برنامجا حكوميا لاتلاف الأدوية، لذلك نتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة العمل على إنشاء برنامج متكامل لاتلاف الأدوية، يبدأ البرنامج بأن يسلم الأشخاص الأدوية غير المستخدمة أو المنتهية لمراكز صحية، تقوم المراكز الصحية بتسليمها لجهات تقوم باتلاف الأدوية عن طريق أفران حرارية مخصصة.
2 ـ الطريقة الأخرى لاتلاف الأدوية هي عبر تكسير/طحن الحبوب وخلطها مع نفايات أخرى ووضعها في القمامة (أجلكم الله).
3 ـ كذلك هناك طريقة أخرى لاتلاف الأدوية لاسيما المخدرة أو المهدئة، فيجب اتلافها عن طريق الصرف الصحي في دورات المياه (أجلكم الله)، هذه الطريقة غير محبذة للمضادات الحيوية، وذلك لتقليل احتمالية مقاومة المضادات الحيوية للبكتيريا المتواجدة في الصرف الصحي.
حسب دراسة صيدلانية من الولايات المتحدة واستراليا في العام 2006، كانت التوصيات بأن يقوم الطبيب والصيدلي بالسؤال والاستفسار عن وضع الصيدلية المنزلية، هذا يساعد في التقليل من صرف الأدوية بشكل مفرط، نلاحظ هذا في الوصفات المتكررة، فكلما ذهب الشخص للمستوصف كان هناك من ضمن الوصفة دواء الباراسيتامول (المكافئ للبنادول ولكن من الصناعة المحلية)، ولعلي لست الشخص الوحيد الذي يتلف العشرات من تلك الشرائط الدوائية نتيجة انتهاء مدة صلاحيتها، لذلك نتمنى للعاملين في المراكز الصحية أن يتأكدوا مع المرضى من تواجد تلك الأدوية في الصيدلية المنزلية، كذلك نوصي السادة القراء بأن يتصلوا بخدمة «ألو صحة 151» التي توفرها وزارة الصحة مشكورة، وذلك لتجنب تناول أدوية بمسميات تجارية مختلفة ولكنها تحتوي على ذات المركب الكيميائي، تلك المشكلة تشكل نسبة 56% من أسباب مضاعفة الجرعة الدوائية حسب الدراسة المنشورة في 2006.
نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.