ي العام 1912 تم إطلاق مصطلح فيتامين على تلك العناصر الغذائية ذات الأهمية لحيوية الجسم والمتواجدة في الطعام Vita تعني الحياة amin وهي مشتقة من من نصف اسم فيتامين ب1 Thiamine.
تنقسم الفيتامينات أساسا إلى نوعين الفيتامينات الزيتية (فيتامينات أ – ك – ي – د) والفيتامينات المائية (فيتامينات ب، حمض الفوليك وفيتامين سي).
٭ فيتامين أ يعتبر مهما جدا للبصر، بالإضافة إلى سلامة الجهاز المناعي. ولكن ينصح المرأة الحامل بأن تقلل من تناول فيتامين أ لتجنب المخاطر التي يصاحبها تناول فيتامين أ على تطوير الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إضافة إلى ذلك عدم تناول الحبوب التي تستخدم لعلاج حب الشباب (ركيوتان مثلا) لتجنب زيادة الجرعة والتي ينتج عنه تسمم فيتامين أ من أعراضه الغثيان والصداع وآلام في البطن، قد يتطور لحصوات في الكلى وتضخم في الكبد والطحال.
٭ فيتامين يE والذي ثبت حسب دراسات من بوسطن ونيوزيلندا أنه يحسن الدورة الدموية والوقاية من انسداد الشرايين، ولكن زيادة تناول فيتامين ي (1500 وحدة يوميا) قد ينتج عنه زيادة سيولة الدم المؤدي للنزيف.
٭ فيتامين د: وقد سبق ان تطرقنا لهذا الفيتامين من خلال مقال سابق (منشور في 13/11/2016)، ولعل دراسة من بلجيكا نشرت هذا العام، وجدت أن هناك خطرا كبيرا لحدوث هذا التسمم لاسيما نتيجة التشميس الصناعي (التعرض للاشعة فوق البنفسجية أثناء النوم على سرير في مركز للتجميل)، يصحب هذا التسمم تراكم في في الكالسيوم في المفاصل والكلى.
٭ فيتامينات ب وهي مجموعة فيتامينات مائية مثل
٭ فيتامين ب1 مهم للجهاز العصبي وتؤدي زيادة جرعة فيتامين ب1 إلى اضطراب في عمل الإنسولين وهرمون الغدة الدرقية.
٭ فيتامين ب2 يحسن المناعة وكفاءة إنتاج الطاقة في الجسم، ولكن زيادة تناول هذا الفيتامين تلاحظها بتحول لون البول (أجلكم الله) للون الأصفر الفاقع – ويسمى لون باص المدرسة- بالإضافة الى هبوط ضغط الدم والشعور بالدوران.
٭ فيتامين ب3 والذي يحسن من كفاءة الدورة الدموية ويقوي من ارتفاع الكوليسترول، ولكن عند تناول جرعات مضاعفة من فيتامين ب3 يوميا قد يؤدي ذلك الى زيادة جرعة الفيتامين والشعور بالحرارة والحكة في الجسم، وضيق تنفس لاسيما لمرضى الربو.
٭ فيتامين ب5 من العناصر المهمة التي تحسن من استخدام مصادر الطاقة (السكريات-البروتينات-الدهون)، ولكن زيادة جرعته تسبب الإسهال واحتباس الماء في الجسم.
٭ فيتامين ب6 يعتبر من الفيتامينات المهمة للسلامة العصبية ويعمل على الوقاية من التقيؤ والغثيان المصاحب للحمل، ولكن زيادة جرعة هذا الفيتامين قد تؤدي الى التلف العصبي للأطراف.
٭ فيتامين ب7 عنصر آخر مهم لسلامة الشعر والأظافر ولكن تناول فيتامين ب7 بجرعة عالية إلى زيادة انتاج الكيراتين (بروتين يحمي طبقة الجلد) وبالتالي يؤدي إلى سماكة الطبقة الخارجية للجلد وتقشير الجلد على شكل رقائق (كما لو كان الجلد يعاني من اكزيما).
٭ فيتامين ب9 (حمض الفوليك): يعتبر عنصرا مهما لصناعة خلايا الدم الحمراء وسلامة الجنين أثناء الحمل ولكن زيادة جرعة حمض الفوليك قد ينتج عنها نوبات تشنج، واضطراب في النوم، أخيرا، فيتامين ب12: ويعتبر من الفيتامينات المهمة لسلامة خلايا الدم الحمراء، كذلك وسلامة الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوك)، ولكن تؤدي زيادة جرعة الفيتامين إلى الشعور بخدران الأطراف (التنميل)، وانخفاض في ردة فعل الأوعية الدموية الذي يصاحبه عدم انضباط ضغط الدم وخفقان القلب.
٭ فيتامين ج (سي): ويعتبر عنصرا مهما لصناعة الكولاجين في الجسم، ولعل إحدى أبرز مشاكل زيادة تناول فيتامين سي هو انخفاض في امتصاص فيتامين ب12 بالإضافة إلى زيادة امتصاص عنصر الحديد والذي لا يحبذ في مرضى الثلاسيميا (فقر الدم).
لاحظت في الآونة الأخيرة الكثير من الحسابات في الإنترنت التي تروج لمستحضرات التجميل التي تقوي الشعر و/أو الأظافر والتي أغلبها عبارة عن حبوب مكملات فيتامينية، ولا يخفى عليك عزيزي القارئ بعدما استعرضت لك مشكلة التسمم الفيتاميني، أن هناك الكثير ممن يتناولون حبوب الفيتامينات المكملة، ثم يقومون بتناول مستحضرات التجميل تلك، والتي قد تؤدي إلى تسمم فيتاميني، على النحو الآخر تعتبر هذه الحسابات مجهولة الهوية والمكان، فلا يعلم الشخص مدى جودة النقل والتخزين لتلك المستحضرات، فحتى لو قام الشخص بالاعتماد على تلك المستحضرات كمصدر للفيتامينات وكمستحضر تجميل في نفس الوقت، قد يكون سوء التخزين – وهذا وارد وبشدة – يؤدي إلى عدم الاستفادة من تلك الفيتامينات، وبالتالي قد يسبب ذلك انخفاضا في بعض الفيتامينات في الجسم وعليه ظهور أعراض صحية بسبب فقر في بعض الفيتامينات.
نصيحة أود التطرق لها كذلك هو عدم الاعتماد المطلق على مصطلح مضادات الأكسدة على أنه مؤشر جيد، فعملية الأكسدة هي عملية حيوية طبيعية يحتاج اليها الجسم للأغراض المناعية، التخلص من الخلايا المتهالكة، ولعل هناك الكثير من الدراسات التي تطرقت إلى أن تناول مضادات الأكسدة المفرط يسبب ضررا للجسم السليم أكثر من منفعة، لاسيما تلك الأبحاث التي نشرت من جامعة جينا في ألمانيا عام 2011 وأخرى نشرت من سنغافورة عام 2012.
في النهاية، أود أن استرسل بنصيحة أخيرة اقتبسها من د. باري هاليويل من جامعة سنغافورة: «الغذاء المتزن والغني بالفواكه والخضراوات والحبوب، يعتبر مليئا بمحفزات مضادات الأكسدة، ذلك لأن النباتات تنتج مضادات الأكسدة بكمية كبيرة لحماية نفسها أثناء إنتاجها للأوكسجين في عملية البناء الضوئي»، أضف إلى ذلك أن الفيتامينات تعتبر من المكملات الغذائية والتي لا تغني عن تناول الطعام المتزن، وينصح باستخدامها بشدة، لاسيما في حالات فقر التغذية والذي يعتبر واردا وبشدة في الكويت ودول المنطقة نظرا للاعتماد غير العادي على تناول الوجبات السريعة والأكل في المطاعم الذي ينقصه الكثير من القيمة الغذائية نتيجة تعرض الطعام لعمليات تحضير غير عادية من حرارة متكررة والتي تفقد الطعام الكثير من قيمته الغذائية.
أتمنى لكم الصحة والعافية.