تتميز دول الشرق الأوسط بارتفاع درجة الحرارة بشكل عال جدا في الصيف، وانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر شتاء، كذلك تحتوي منطقة الشرق الاوسط على ما يزيد على 35 مليون مريض سكري وهي نسبة 9% تقريبا، هنا في الكويت ما يقارب النصف مليون مريض بالسكري.
مع شدة ارتفاع درجة الحرارة يقضي الكثير منا أوقاتا في الخارج، دون الشعور ببعض التأثيرات التي قد تتسبب بها درجة الحرارة لمستوى السكر في الجسم، لاسيما مع مرضى السكري، فمثلا تعرض الشخص للجو الحار يزيد من حرارة الجسم، يصاحب ذلك تعرق شديد وفقدان لسوائل الجسم مما يزيد من تركيز السكر في الدم وعليه ارتفاع السكر، ارتفاع السكر ذلك تصاحبه أعراض منها كثرة التبول –اجلكم الله- مؤديا إلى فقدان للسوائل بشكل أكبر قد يصل لحالات حرجة في حالة عدم ضبط السكر، ارتفاع درجة الحرارة كذلك يتسبب في زيادة سعة الأوعية الدموية المقاربة للجلد، مما يزيد من امتصاص الإنسولين من حقنة الإنسولين (تحت الجلد)، والذي بدوره قد يتسبب في هبوط غير معتاد لمستوى السكر، كذلك يعتبر مريض السكري معرضا لخطر الإصابة بقصور في وظائف الشبكية ـ لاسيما ذوي السكر غير المنتظم-، هذا القصور ينتج عن تراكم السكر في الشبكية وتجمع الماء في تلك المنطقة، مسببا بذلك قصورا حادا في البصر، ذلك القصور يزداد سوءا مع تعرض الشخص للأشعة الفوق بنفسجية –لا سيما الاشعة الفوق بنفسجية قصيرة الطول الموجي: نوع أ-.
اضف إلى ذلك أن بعض مرضى السكر يكون عندهم قصور في الأداء العصبي الطرفي، ووظائف الدورة الدموية الطرفية، هذا يجعلهم لا يشعرون بحرق الجلد نتيجة تعرضهم لأشعة الشمس لفترات طويلة، والذي قد يسبب تلفا مستمرا في الجلد قد يصاحبه حروق وجروح ينتج عنها التهابات ومضاعفات أخرى.
نصيحتي لك عزيزي مريض السكر هو التأكد من شرب كمية كافية من الماء لتجنب فقدان السوائل من خلال التعرق، وبالتالي للمحافظة على ضبط مستوى السكر في الدم، والمحافظة على اعتدال درجة حرارة جسمك قبل حقن الإنسولين لتجنب الهبوط غير العادي لمستوى السكر الذي تطرقنا له في بداية المقال، كذلك أنصحك بارتداء النظارات الشمسية أثناء خروجك من المنزل، لتقليل تعرضك للأشعة الفوق بنفسجية وبالتالي الحفاظ على سلامة الشبكية، أنصحك كذلك باستخدام الواقي من الشمس قبل خروجك من المنزل وارتداء الأحذية المغطاة الطبية والجوارب القطنية التي تمتص العرق من القدمين لتجنب حرق الجلد الذي ينتج من التعرض المباشر لأشعة الشمس الفوق بنفسجية، ولتجنب انشاء بيئة رطبة جراء تعرق القدمين ما قد ينتج عنه نمو الفطريات بين أصابع القدم.
من بين النصائح كذلك هو أن تقوم بتخزين حقنة الإنسولين أو الأدوية في أماكن باردة (غير مثلجة)، ومراقبة صفاء وسيولة محلول الإنسولين قبل الحقن، فمحلول الإنسولين الصافي يتغير لونه فيصبح معكرا وقد يصاحب ذلك التصاق الإنسولين بجدار الأنبولة، ذلك يشير بتلف الإنسولين، كذلك أنصحك بأن تحافظ على جهاز فحص السكر والشرائط المستخدمة في درجة حرارة الغرفة الطبيعية (25 درجة مئوية) حيث إن الكثير ممن نعرفهم يضعون جهاز الفحص في السيارة، ذلك قد يؤدي إلى تلف في الألواح والدوائر الالكترونية الداخلية والتي قد ينجم عنها قراءات غير دقيقة وتلف الجهاز.
أتمنى لكم صيفا ممتعا بقدر المستطاع ودوام الصحة والعافية.