في العام 2016 أصدرت الهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية ترخيصا استثماريا لشركة فايزر الدوائية الأميركية يتيح للشركة الاستثمار الدوائي من خلال تصنيع، استيراد وتصدير أدوية مبتكرة مباشرة إلى السوق المحلية، بعد عامين وتحديدا في العام الحالي وأثناء زيارة ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة، حصلت شركة الأدوية البريطانية أسترا-زينيكا على رخصة للاستثمار في السعودية.
الشركات الدوائية المذكورة هي شركات ضخمة بميزانيات ضخمة تتعدى ميزانيات أي دولة خليجية، ولعل فرص الاستثمار هذه تعطي زيادة فرص العمل للمواطنين في شركات عالمية موجودة داخل الدولة، أضف إلى ذلك التعاون الدوائي الذي يكون بين تلك الشركات الدوائية والقطاع الصحي مع القطاع البحثي في مراكز الأبحاث والجامعات، وهذا الشيء معمول به في كل دول العالم المتقدمة علميا، دوائيا وطبيا.
نحن في الكويت لدينا فرص استثمارية مماثلة – وقد تكون أفضل- فالكويت تعاني من أزمة في مرض السكري بنسبة تصل إلى 20% حسب الإحصائيات الأخيرة، ولعل رؤية الكويت بخفض نسبة السكري بمقدار 25% بحلول العام 2035 كما هو معلن عنه في وسائل الإعلام هي مطلب صحي حتمي، ولكن انطلاقا من المقدمة وهدف الرؤية، استذكر تواجدي في الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا في سان دييغو في العام 2016، عندما كنت من بين المشاركين القلة في مؤتمر علم الأدوية المعنية بأدوية السكري -لم أر إلا شخصا عربيا واحدا من جامعة قطرية، وكان المؤتمر ممنوع فيه التصوير للحفاظ على الملكية الفكرية والمحتوى العلمي- وكان المؤتمر برعاية رئيسية لشركة نوفونورديسك Novo Nordisk الدنماركية – والتي تعتبر أكبر شركة رائدة في علاجات السكري في أيامنا هذه، ولا يخفى على القارئ آخر منتجات هذه الشركة وهو حقنة ساكسيندا التي تعتبر ثاني دواء معتمد للسمنة- الشركة الدوائية عرضت بعض المنتجات التي هي في طور الاكتشاف وكانت بلا شك مذهلة في مجال السكري والسمنة.
أضف إلى ذلك شركة سانوفي Sanofi الفرنسية -تلك الشركة الدوائية التي لا يخفى على أي مريض سكري أهمية منتجاتها، لاسيما دواء انسولين المعروف تجاريا لانتوس- التي عرضت منتجا للسكري والذي وجد أنه فعال للسمنة، حيث أوضحت بعض الدراسات الإكلينيكية المبدئية أنه قادر على خفض الوزن بمقدار يصل إلى 50% -أكثر من دواء ساكسيندا بـ 5-10 أضعاف- خلال فترة استخدام الدواء.
هناك فرصة ضخمة للاستثمار ومنح رخص استثمارية لهاتين الشركتين لتكونا هنا في الكويت، تلك الفرصة الاستثمارية تمنح للشركتين القدرة على تصنيع أدوية السكري والسمنة وغيرها من الأدوية في الكويت، للخليج ومنطقة الشرق الأوسط عامة، أضف إلى قدرة الشركتين على تمويل الأبحاث، لاسيما في جامعة الكويت التي تعاني من أزمة مالية في تمويل الأبحاث خصوصا الدوائية والطبية، فقد قامت شركة نوفو نورديسك الدنماركية بتمويل 24 بحثا في مجال السكري والسمنة خلال عام واحد 2016-2017 في جامعة أوكسفورد الإنجليزية، تلك القدرات الخيالية لهذا العملاق الدوائي الدنماركي -والفرنسي- قادرة على النهضة في الاستثمار، والتعليم والدواء والصحة في دولتنا.
نتمنى أن نرى وجود الاستثمار الدوائي في الكويت قريبا، فالسوق يتعطش لعلاجات السكري -لاسيما في دول الخليج العربي- وعلاجات السمنة، والطاقات الشبابية متحمسة للإنجاز والمساهمة في تعزيز النهضة في الوطن.