بعدما قمنا عبر هذه الزاوية بالتطرق لموضوع إبرة التنحيف في مقالتنا التي كانت تحت عنوان «يقولون في إبرة تضعف» الصادرة في عدد 18 ديسمبر من العام 2016، والتي تبينت أن الحقنة المرخصة للتنحيف هي ساكسيندا وليست فيكتوزا، تلا ذلك قيام بعض دول الخليج حديثا باستيراد هذا المنتج (ساكسيندا)، ولعلي لست الوحيد الذي شاهد الفيديو المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي والذي به ترويج غير صحيح لهذه الحقنة، لذلك أود التطرق لبعض النقاط المهمة حول هذا الشأن الصحي:
٭ حسب الدراسات المنشورة من الشركة المصنعة لدواء ساكسيندا (شركة نوفو نورديسك)، فإن خفض الوزن كان بمقدار 10% من الوزن الأساسي عند استخدام الدواء لمدة 6 أشهر تقريبا، وهذا يعني أنه إذا كان وزنك اليوم 100 كيلوغرام وقمت باستخدام هذه الحقنة (بشكل يومي) مع انضباط النظام الغذائي، فإن وزنك سينخفض بقدر 10 كيلوغرامات خلال الـ 20 أسبوعا الأولى من استخدام الدواء، وفي دراسة اخرى من الشركة ذاتها استمرت لمدة 3 سنوات بينت أن الفائدة وصلت إلى خفض الوزن بمقدار 10 ـ 15% وهذا يعني أنه إذا كان وزنك اليوم 100 كيلوغرام وقمت باستخدام هذه الحقنة (بشكل يومي) مع انضباط النظام الغذائي، فإن وزنك سينخفض بقدر 15 كيلوغراما خلال الـ 3 سنوات بدءا من استخدامك الدواء.
٭ الحقنة ساكسيندا تحتوي على مركب Liraglutide في قلم حقنة قادر على إيصال جرعة 3 ملليغرامات، تلك المادة الكيميائية نفسها موجودة في حقنة فيكتوزا، ولكن قلم حقنة فيكتوزا قادر على إيصال جرعة أقصاها 1.8 ملليغرام وهي جرعة تضبط السكري وغير معتمدة لضبط الوزن.
تكلفة كورس ساكسيندا تبلغ قرابة 100 دينار للعلبة: 5 أقلام كافية لـ 4 ـ 5 أسابيع، واستمرارك اليومي لمدة سنة يعني انفاق ما لا يقل عن 1200 دينار في العام الواحد لحصد انخفاض وزن 10 ـ 15%، اعتقد لو قمت بوضع ذلك المبلغ 100 دينار شهريا في يد مدرب لياقة بدنية واخصائي تغذية مع اشتراط انخفاض وزن وفاعلية، ستقوم خلال سنة واحدة بخفض وزنك بأكثر من كل هذا وبشكل متناسق، إضافة إلى تجنب العرض الجانبي لحقنة ساكسيندا وهو اضطراب المزاج، وذلك لأن ممارسة الرياضة تحفز افراز مواد Endorphines التي تعطي الشعور بالسعادة.
لو اطلعت على آلية عمل دواء ساكسيندا، ولو اطلعت على أبرز آلية عمل عمليات السمنة من تكميم وبالون وغيرها، كلها تشترك في نقطة واحدة وهي عدم القدرة على أكل المزيد والإحساس بالشبع (سريعا)، ولو اطلعت على كل تلك الوسائل فهي تصب في اتجاه واحد: «الأكل في حالة الجوع وسد الفم عن الأكل فوق الحاجة».
مشكلتنا في الكويت والخليج أن الحكومة لا تبالي بارتفاع معدلات السمنة وما يصاحبها من ارتفاع في معدل السكري (20% في الكويت والكثير من دول الخليج)، فلا يوجد أي برنامج حكومي متكامل لمكافحة السمنة، اخرج من منزلك في الساعة 10 مساء وشاهد كمية سيارات الطلبات والمطاعم التي تملأ الفرجان (جمع الفريج وهي كلمة تعني الحارة)، شاهد مدى الشغف لأكل المحليات السكرية والدهنية في أوقات تصل إلى منتصف الليل حتى الفجر، مشكلتنا أن الحكومات ظلت صامتة حتى تطورت واستفحلت مبادئ صحية خاطئة مثل: «كويتي لازم فيه سكري»، «السمنة دليل الخير» والآن جئنا بمفاهيم أسوأ «مو مشكلة أقص معدتي».
نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.