الأدوية، غالبا ما يكون لها اسمان: اسم علمي والآخر تجاري، الاسم العلمي غالبا ما يكون ثابتا مثل اسم رانيتيدين، ويتداول في السوق عبر مسميات تجارية مختلفة مثل زانتاك (تنتجه شركة جي-اس-كي البريطانية)، رانيد (شركة تبوك السعودية)، رانتاج (شركة جلفار الإماراتية) ونافيدين (الشركة الكويتية السعودية الدوائية)، في هذه المقالة سأوضح ما تم تداوله حديثا في وسائل الإعلام حول دواء رانيتيدين والموجود بأسماء تجارية مختلفة – كما ذكرت أعلاه – أشهرها زانتاك.
٭ في تاريخ 13 سبتمبر2019 قامت هيئة الغذاء والدواء الأميركية بإصدار بيان بتعليق وسحب أدوية رانيتيدن التي من أشهرها المسمى تجاريا زانتاك، نظرا لوجود شوائب ان-دي-ام-ايه NDMA التي تشكل خطرا على صحة الإنسان (مسرطنة) إذا كانت موجودة بنسب عالية، ولكن حسبما صرحت هيئة الغذاء والدواء الأميركية بأنه:
1 – من يتناولون دواء رانيتيدين – لخفض ارتفاع إفراز حمض المعدة – يجب ألا يقلقوا على صحتهم، فنسبة الشوائب الموجودة قليلة ولا تشكل خطرا على صحة الإنسان.
2 – في حال سحب الدواء يجب اللجوء لبدائل (من نفس المجموعة الدوائية).
٭ في تاريخ 17 سبتمبر 2019 قامت هيئة الغذاء والدواء السعودية، باتباع نفس الخطوات المعممة عالميا بالإضافة إلى إيقاف أدوية تحتوي على رانيتيدين موجودة في المملكة العربية السعودية بمسميات تجارية مختلفة (نادين من الشركة الأردنية الدولية للدواء، راناسيد ورانيد من شركة تبوك الدوائية السعودية، رانيماكس من شركة الجزيرة – السعودية – للصناعات الدوائية، وزايداك من شركة جمجوم السعودية للصناعات الدوائية).
في حين أن العالم الدوائي منشغل بمعرفة مصدر هذه الشوائب، وكيفية التغلب عليها لضمان جودة ونقاوة الدواء، وبعد قرابة أسبوعين من تصريح هيئة الغذاء والدوائية الأميركية، ظهرت الرقابة الدوائية في الكويت بتصريح مفاده إيقاف دواء زانتاك نظرا لوجود شوائب مسرطنة! بتصريح مفاده:
٭ في تاريخ 26 سبتمبر 2019 قامت الرقابة الدوائية في الكويت بتعليق وسحب بعض أدوية رانيتيدين من ضمنها زانتاك، وتوصي الرقابة الدوائية بأن يراجع المريض العيادة الطبية لأخذ البدائل.
هنا يوجد خلل كبير ممكن تلخيص جزء من الخلل بثلاث نقاط:
1 – تصريح الرقابة جاء متأخرا جدا، وهذا لا يليق بجهاز حساس مثل الرقابة الدوائية في عصر التكنولوجيا وسرعة تناقل المعلومات!
2 – تصريح الرقابة خال من الشفافية، فلماذا لم تتطرق الرقابة الدوائية لأسماء أدوية رانيتيدين الأخرى الموجودة في وزارة الصحة والتي من ضمنها رانيد (الذي صرحت هيئة الغذاء والدواء السعودية بأنها أوقفته)، ودواء نافيدين من الشركة الكويتية السعودية، والذي من المفترض أن يتم إيقافه احترازيا وفحصه وطرح نتائجه بكل شفافية.
3 – إن البدائل المناسبة لدواء رانيتيدين هي المكافئات التي تندرج لذات المجموعة الدوائية لدواء رانيتيدين وهي «فاومتيدين، نيزاتيدين، روكساتيدين، لوفاتيدين، وسايميتيدين»، لماذا لم يتطرق تصريح الرقابة الدوائية لهذه البدائل؟ أم ان هذه الأدوية البديلة ليست متوافرة في الوزارة وبالتالي ستترك الصيدليات والعيادات في مراكز الرعاية لمواجهة المرضى بتخبطات وإجراءات واختيارات دوائية عشوائية؟