إلى مجلس الصحة لدول مجلس التعاون

لم يمض على التعرف على فيروس كورونا المستجد إلا خمسة أشهر وها نحن نشاهد دول العالم تتقدم في تطوير اللقاحات والأدوية، فحتى اللحظة هناك قرابة عشرة تطعيمات تخوض تجارب إكلينيكية متقدمة، وهناك كذلك أدوية بدت صورتها واضحة بأنها ستكون ذات فاعلية علاجية تجاه كوفيد-19.

من ضمن التطعيمات التي تحرز تقدما كبيرا تطعيم AZD1222 والمعروف عامة باسم تطعيم جامعة أوكسفورد، حيث تم تطويره واكتشافه، هذا التطعيم يحقق قفزات سريعة في المراحل الإكلينيكية، ومن ضمن الأخبار التي ظهرت في بداية شهر يونيو، أن هذا التطعيم تلقى دعما هائلا من منظمات عالمية لتمويل توزيعه للدول النامية ذات الدخل المتدني والمتوسط، التطعيم ذاته كذلك حصل على ثقة من التحالف الأوروبي لإيجاد لقاح ضد كوفيد-19 لتوفير400 مليون جرعة لكل من هولندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

على النحو الآخر هناك تطعيم اسمه INO-4800 وهو من إنتاج شركة إينوفيو الأميركية التي قامت بإبرام اتفاقية إجراء تجارب إكلينيكية في جمهورية كوريا، أضف إلى ذلك التطعيم الصيني المسمى تطعيم كورونافاك من شركة ساينوفاك التي أبرمت اتفاقية مع مركز بيوتانتان البرازيلي لإجراء التجارب الإكلينيكية بالإضافة إلى اتفاقيات تصنيع وتسويق وتوزيع التطعيم في البرازيل.

على صعيد الأدوية، يعتبر دواء ريمديسيفير من الأدوية المتقدمة والذي لايزال في طور التجارب الإكلينيكية المتقدمة تجاه كوفيد-19، شركة جيلياد المصنعة قامت بإبرام اتفاقيات مع مصانع في الهند وباكستان وجمهورية مصر، لتصنيع الدواء وتوفيره للدول النامية ذات الدخل المتدني والمتوسط.

كل تلك الاتفاقيات العالمية وغيرها تموج في العالم، ولا نسمع عن أي خبر لاتفاقيات خليجية مع أي شركة عالمية متقدمة لضمان حق الحصول على التطعيم المناسب في الوقت المناسب للمجتمع الخليجي.

المحزن في الموضوع هو عدم الاستفادة من الظروف، فالشركات المصنعة تبحث عمن يضخ لها الأموال مقابل الاتفاقيات، تلك الاتفاقيات ليست فقط لحق الشراء، بل كما حدث في البرازيل، تتضمن نقل التكنولوجيا التصنيعية إلى الدول الأخرى، وهذا يعني إحياء عهد جديد من الصناعات الدوائية في تلك الدول.

لا أرى هناك رأيا إلا أن يقوم مجلس الصحة في مجلس التعاون بإبرام اتفاقيات تجاه التطعيمات والأدوية، تتضمن التصنيع ونقل التكنولوجيا إلى دولنا، مما يعني ضمان توافر الدواء واللقاح، بالإضافة إلى دعم الصناعات والأبحاث الدوائية في المنطقة للمستقبل.

هذه الجائحة يجب أن تستثمر على كل الأصعدة، ويجب أن نخرج منها بفوائد حقيقية بقدر المستطاع، عدم إبرام اتفاقيات كالمذكورة أعلاه، يعني أننا خسرنا فرصة قد لا تعود لقرن آخر، ولعل ذلك يذكرني بما قيل في الأثر «الرجال ثلاثة، حازم إن وقع في معضلة أقدم على حلها، وأحزم منه من يعد للمشكلة قبل وقوعها فيتفاداها، وعاجز متردد حتى يموت».

link to article